ياسمين الشيباني:ليبيا باتت وطن الألم
صفحة 1 من اصل 1
ياسمين الشيباني:ليبيا باتت وطن الألم
كثر المحللون لحال ليبيا و لواقع يزداد فيها كل يوم سوءا، منذ بدايه نكبتها الفبرايرية عام 2011. التف حولنا الطامعون والمطبلون حتي بات الوطن بقعة موبؤه بهم، ليري البعض أمور كثيرة يركضون ورائها للبحث عن حلول تلفيقيه بدعوي ان الوطن وهمومه تشغلهم! يا هؤلاء الوطن يشغلنا جميعا وماوصل اليه حاله يؤرقنا ونحاول بدون غوغائية ومزايدات ووجوه تبحث عن الظهور والاستعراض باضعف الإيمان ان نضمد جراحه المتقرحة بسببهم وبهم للان، ، ،
كم يؤلمني ويضحكني قي آن واحد مايردده البعض علينا من أهمية التروي والمسايرة للواقع وأن هذا ما تقتضيه الحكمة علي حد زعمهم! وهم من ”اودوا بليبيا فيما تعانيه اليوم” ليخرج عليك إعلاميون ممن كانوا يمسكون العصا من المنتصف علي انهم حمام السلام الليبي المنتظر،. وانا هنا لا اريد الخوض في كيف ومن هم ولماذا الان !؟ داعين الي التعقل وعدم المجازفة وهو نداء أؤيده ايضا فانا ضد التعنت لمجرد المكابرة ومع التأني واخذ كل معطيات الواقع وما تفرضه علينا في الحسبان كسبيل من السبل الكثيرةالتي بالإمكان خوضها والمضي فيها من اجل ان نعيد ماسلب منا! فقط سؤالي أين كُنْتُمْ أيها المتشدقين في السابق ولما تقاعصتم عن اداء واجبكم الوطني ولما خرجتم الان بعد ان أصبحت ليبيا أسوء بقعة في العالم يحث البعض منكم علي ضرورة فتح باب التحاور والمصالحة لكي يلتقي الليبيون علي ما يمكنهم الاتفاف عليه من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه من ليبيا. ويتجاهل هؤلاء ان ما يسعون اليه لا يتأتي الا في ظل دوله لها سيادة حقيقية يسودها القانون كشروط أولية لأية مساعي ليستطيع الجميع بعدها الوثوق في ان مايقومون به صحيح ومنطقي ويسير بالوطن الي بر الأمان الذي فقده، وأين نحن من كل هذه البديهيات! فليبيا لا توجد بها حكومه رشيده ولم توجد علي مر ثلاثة سنوات عجاف من عمر النكبة الليبيه.
ليبيا ليست كذلك الان ولن تكون كذلك في ظل حكم آفاقون سراق لا يهمهم الا مصالحهم وتكديس المليارات في حساباتهم البنكية في أوربا وأمريكا. المواطن الليبي اليوم يمر بأسوء الظروف المعيشية التي ما ظن حتي في ظل سنوات الحصار الامريكي الغاشم في بداية التسعينات ولا حتي اثناء قصف الناتو عام 2011 انه سيعاني منها. فانقطاع الكهرباء والماء والبنزين ونقص الادويه والسلع التموينيه بات يشكل معاناة يومية. ليزداد الوضع سوءا نتيجة الاقتتال العنيف الذي شهدته طرابلس العاصمة منذ منتصف الشهر الكريم والذي نتج عنه حرق مطارها الدولي وخزانات الوقود، وحرب بنغازي التي بدأت منذ اكثر مايقارب الثلاثة اشهر بدعوي انها حرب كرامة فقدت وضاعت. لتستعر ليبيا أرضا وشعبا يتناحر من ادعوا انهم ‘ثوارها منقذوها’ فيما بينهم لاختلاف مصالحهم و مخططاتهم وهم من لم يجمعهم يوما سوي أحقادهم المريضة علي شخص الشهيد الراحل معمر القذافي وبغيابه غاب ما يجمعهم! اصبح المجتمع الليبي متناحر يطغي فيه القوي علي الضعيف ومدن تملك المال ولديها الدعم الخارجي للغرب الطامع تفعل ماتشاء وما تريد علي الارض الليبيه من قتل وحرق وتهجير دون تردد او ان تأبه لأحد.
فما يحدث من اقتتال لما يسمي ‘ميليشيات الزنتان وميليشيات مصراته’ علي العاصمة طرابلس التي احرقتها نيرانهم وهجر اهلها ونزوح الآلاف منهم الي دول الجوار التي باتت تعاني من ذلك.
هذا الاقتتال امام صمت مايسمي بالمجتمع الدولي يكشف الدور الذي لعبته القوي الدولية تحت غطاء ‘المجتمع الدولي’ وكان سببا فيما حدث ولازال يحدث في ليبيا المنكوبة الان. المجتمع الدولي الذي مكن الجماعات المتأسلمة والاخوانيه من زرع فروعها علي ارض ليبيا لتكون ساحة لتصارعهم مع مليشيات باحثة عن السلطة الجهويه. لتجد القبائل الليبية التي تحاول تضميد الجراح وبث روح التأخي مجددا في الجسد الليبي المحترق نفسها امام عنجهية وتجبر اصحاب العقليات التي كانت سببا في إحلال هذه الفوضي لتكون خطواتها متعثرة، ، ، ويكون راي القبائل كوضع ليبيا ليس واحد وتكثر بياناتها وانشقاقاتها الداخلية رغم اننا كلنا أمل في ان يكون للقبائل دور في وضع منهاج عمل يسهم في رآب صدع الوطن وتضميد جراح الليبين التي اشتدت لإنقاذ بلادنا قبل ان تتمادي وتتلاعب براثن الفتنه اكثر وتسري مسري النار في الهشيم. النار تستعر وترتفع ألسنتها يا أهلنا في ليبيا ولن تفرق بين ‘مدن منتصرة ومدن مهزومة’ كما زعم بعض بيادقة فبراير المأجورين ولن تفرق بين أهل سرت وساكني طرابلس وهو ما وقفتم عليه ونحن نشهد نزوح سكان طرابلس كما نزح أهلنا في سرت عام 2011. آلم يذكركم مشهد النازحين الليبين بين عام 2014 والنازحين عام 2011 بان العدو هو ذاته وان اختلفت شعاراته وحججه وتحالفاته بين الأمس واليوم! فهم أعداء للوطن أرضا وشعبا! يا أهلنا اعلموا واعوا وليكن منكم رجال راشدين يعقدون العزم صادقين مخلصين من اجل وطن موحد طاهر يجمع الحب والوئام أبناؤه لا ولائم الجبناء والغادرين في الدوحة ودبي وإسطنبول او حتي مأدبة أوباما
Jamahiriya News Agency
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34789
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» ياسمين الشيباني :ليبيا العصية باتت مجهولة المصير والهوية
» ياسمين الشيباني:ليبيا ومهزلة الأحكام، ،
» ياسمين الشيباني :مرحباً انت في قندهار ليبيا، ، ،
» ياسمين الشيباني: رفقا بأهلنا في ليبيا
» ياسمين الشيباني:ليبيا وست سنوات عجاف!!
» ياسمين الشيباني:ليبيا ومهزلة الأحكام، ،
» ياسمين الشيباني :مرحباً انت في قندهار ليبيا، ، ،
» ياسمين الشيباني: رفقا بأهلنا في ليبيا
» ياسمين الشيباني:ليبيا وست سنوات عجاف!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي