عندما يتعلق الأمر بالأمن الوطني البريطاني لا تحدثوني عن حقوق الإنسان

( عندما يتعلق الأمر بالأمن الوطني البريطاني لا تحدثوني عن حقوق الإنسان ) .
قالها ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى فى تعليقه على العنف المفرط الذى استخدمته الشرطة ضد المواطنين البريطانيين عقب تحول احتجاجاتهم إلى أعمال عنف وشغب شهدتها بريطانيا عام 2011.
...
لم يقلها القائد معمر القذافي ولا أيا من قادة الدول التي أجتاحتها نكبات الربيع العربي . رغم حوادث الشغب والقتل والحرق والتدمير التي شهدتها هذه الدول من قبل المتمردين وبعض المجرمين الإرهابيين . والتي تفوق مئات المرات ماشهدته بريطانيا . ولكن قالها أحد قادة الدول التي تضنف إنها مصدرة للحريات وناشرة للديمقراطية . والدول التي تدعي التحضر والتمدن . والدول التي تقدم نفسها كنموذج لدول العالم في حقوق الإنسان . والدول التي حشدت جيوشها وأساطيلها لشن حرب عالمية ثالثة على ليبيا وتقتل 50 ألف ليبي بحجة حماية المدنيين .
ولم يحتج أو ينتقد هذا التصريح ويشن هجوما شرسا من خلال تغطية وبرامج وتحليلات أيا من قنوات الإعلام التي تلبس عباءة الحرية وحقوق الإنسان . ولم يستغرب أو يندهش أيا من قطعان الخراف من المأجورين المصنفين بالمثقفين والمحللين الذين وقفوا طوابير أمام أستوديوهات الجزيرة وأخواتها لينهالوا بسيل من التهم للدولة الليبية ونظامها وقيادتها لكونها قامت بمهامها في منع الفوضى والأعمال الإجرامية والإرهابية .
وغاب كل المأجورين والمخادعين والضالين الذين أشبعونا بشعارات الحريات وحقوق الإنسان . وأستقبلوا هذا المعتوه كاميرون في شوارع بنغازي وطرابلس إستقبال الفاتحين . وأعتبروه رمزا وقدوة ومثال . وهتفوا له ملْ الحناجر . في الوقت الذي يثور عليه شعبه هناك ويقابلهم بهذا التصريح المتجاهل لكل ماله علاقة بحقوق الإنسان .
لم يصفه أحد بالطاغية والديكتاتور . لم تكتب عنه منظمات حقوق الإنسان التقارير المنتقدة لهذا التصريح المنافي لحقوق الإنسان وماصاحبه من أعمال عنف من قبل الشرطة تجاه المواطنين المحتجين . ولم تطالبه جامعة الذل العربي ولا مجلس التأمر الخليجي ولا المجتمع الدولي بالرحيل . ولم تضعه محمكة الجنايات الدولية في قائمة المطلوبين دوليا لإرتكابه جرائم ضد الإنسانية .
ولعل ماشهدته تركيا مؤخرا لايختلف كثيرا حيث وصف حينها اردوغان المحتجين في ساحة تقسيم بأنهم ( مخربين وجبناء ولصوص ) . وجردهم من أي مطالب شرعية وديمقراطية، وتوعدهم بأنهم لن يربحوا في المؤامرات التي يدبرونها . وقابلهم بأعمال عنف سقط خلالها عدد كبير من القتلى والجرحى والإصابات المختلفة .
وكذلك الحال في فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة من مواجهات عنيفة وسقوط قتلى وجرحي لايختلف عن ماشهدته بريطانيا .
لكن أولئك العملاء والذين يشعرون بعقدة النقص أمام الغرب . ويستوردون كل النماذج منه حتى تلك التي ثبت فشلها . لايجرؤون على إنتقاد أسيادهم بل يسارعون لإيجاد المبررات والذرائع لهم . في حين يقيمون الدنيا ولايقعدونها على أي كلمة أو حرف يصدر عن قيادات أحد الدول العربية والتي لاترتقي أبدا لمستوي تصريحات قيادات الغرب وتصرفاتهم الرعناء .
متى نتخلص من التبعية . متى نتخلص من عقد النقص أمام الأجنبي . متى نتحصن من تأثير الإعلام المخادع والكاذب . متى نملك الجرأة لقول الحقيقة في وجوه الغرب الصليبي بقادته ومنظماته . متى نثق في أنفسنا وفي منهجنا وأفكارنا وأساليبنا وقدرتنا على تسيير أنفسنا بدون أستيراد قوالبهم ونماذجهم . متى نستوعب نظرية المؤامرة علينا منذ طرد الله أبليس الذي توعد بغواية الناس أجمعين إلا العباد المخلصين وحتى قيام الساعة .. وأخيرا متى نستفيق ؟؟؟ ... الفــــــــــــارس

في الصورة يلعبون به كالدمية و هو يضحك
تبا