من يسمع نواقيس الخطر

يضج العالم هذه الايام بالحديث عن أزمة النفط .. اذ انحدر سعر البرميل الى أقل من النصف ..
ومعنى ذلك أن الدول التي تعتمد في اقتصادها عن النفط . ستتأثر , وستضطر لاعادة برمجة ميزانياتها .. وتعديل خططها الاستثماريه .. وستضطر لربط بطونها وتقنين مصروفاتها .. اذا ارادت ان لاتقع في المحظور .. وتلجأ الى التسول .. اذا وجدت من يمنحها او يقرضها ..
وتجتمع الاوبك ولاتجرؤ على خفض الانتاج لترتفع الاسعار لان امريكا لاتسمح بذلك ..
الا ان مايجري في ليبيا كأنه خارج عما يعيشه العالم . وذلك لسيطرة مجموعة غير مسئولة . لاتعنيها الدولة . ولايعنيها الشعب ..ولاتعنيها الاستثمارات لاالداخليه ولا الخارديه ..ولنضرب مثلا لذلك ..
ففي السعوديه تم بناء سفارة لليبيا وبيت للضيافه على مساحة 25000 خمسه وعشرين الف متر لكل من السفارة والبيت .. وتعتبر من افضل السفارات في المنطقه ..بمبلغ اجمالي مع التاثيث الممتاز بملغ 11 مليون دولار
وان شراء مقر للسفارة الليبيه في تشاد مع ثلاثة فيلات للسكن على مساحة 3 ثلاثة هكتارات من الارض بمبلغ قدره مليون دولار و250000 ومائتان وخمسون الف دولار ..
هذا كان في عصر القذافي الذي يتهم بالفساد ..
واليوم نجد صيانة السفارة الليبيه في تركيا تكلف 40000000 اربعين مليون دولار ..
ونجد ان اربعة سفارات ليبيه تصرف عام 2014 فقط 6 ستة مليارات دولار...وهي المصروفات اليوميه ...
هذا في اطار السفارات . ناهيك عن تأثيث الوزارات الذي صرف عليه 5 مليارات دولار ..والمفقود الذي صرح رئيس مايسمى وزارة حيث قال ان 5 مليار دولار لااعرف اين ذهبت ..
ناهيك عن المجنب 400 مليار دولار الذي تبخر . و170 مليار نقدا بالمصرف المركزي .. و170 طنا من الذهب لايعرف اين ذهبت ..
والاستثمارات الخارجيه في مختلف بقاع العالم بمليارات الدولارات والتي تم بيعها بثمن بخس ولم تدخل اثمانها للخزينه العامه ..
والنفط الذي الى جانب انخفاض سعره انخفض انتاجه في ليبيا من 2 مليون برميل في اليوم الى 500 برميل ..
ويعلن محافظ مصرف ليبيا المركزي ان رواتب الموظفين ستتوقف لانه لم يعد لديه المال الكافي لصرفها .. علما بان اكثر من نصف مليون موظف تم اقصاؤهم وايقاف رواتبهم ..منذ عام 2011
ويقول محافظ مصرف ليبيا المركزي .. والذي ليس له من الحفاظ الا الاسم .. ان البلاد قادمه على مجاعه قاتله .. وان ليبيا غارقة في الديون .. ليبيا التي لم تكن مدانه في السابق بل هي التي تدين الآخرين .. اضحت في عصر فبراير من افقر دول العالم في اربع سنوات عجاف ..
والغريب ان الشعب ساهٍ عما يدور .. وكانه مخذر ..وتتحطم مدنه وقراه ومنشآته وبنيته التحتيه والفوقيه .. وهو لاهٍ عما يجري ..يعاني انعدام التموين , والوقود . والكهرباء . والمياه . والاتصالات .. وعاد بظروفه الى ايام نهاية الحرب العالمية الثانيه ..
ومع ذلك يصرون على ان 17 فبراير ثورة مجيده ... ورحم الله المتنبي حين يقول ..
من يهن يسهل الهوان عليه ...... مالجرح بميت أيلام
------------------------------
-------------------------------19 / 12 / 2014

د.محمد القشاط