الدكتور مصطفى الزائدي:في ذكري 2مارس اين كنّا واين اصبحنا

النخب الفبرايرية بكل اطيافها تلهث بحثا عن رضا مراهقي الخليج ، ونظرة شفقة من ليون وديبورا !!!
لم يكن اعلان قيام سلطة الشعب حدثا فجائيا .
عام 1970 طرح القائد في ندوة الفكر الثوري، التي حضرها كل المثقفين والادباء والاكاديميين الليبيين في ذلك الوقت وبكل اتجاهاتهم ، من النيهوم الي محمود صبحي ، طرح " مسالة الديمقراطية ومرحلة التحول الثوري" ، وموضوع" التنظيم الشعبي ووعاءه" .
لقد تبنت الندوة اختيار فكرة الاتحاد الاشتراكي اطارا مناسبا لتنظيم قوي الشعب العاملة صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة ، وتأسست الوحدات الاساسية في كل قرية وحي ،ومؤتمرات المحافظات والجامعات ،وانعقد المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي الذي مارس دور السلطة التشريعية تقريبا ، وكان لي شرف ان اخترت مندوب الجامعة الليبية في المؤتمر القومي العام .
في 15 مارس 1973 اعلن القائد في زوارة في ذكرى المولد النبوي الثورة الشعبية ، وزحفت الجماهير على الادارات الحكومية بما فيها المحافظات والجامعات الهيئات وشكلت لجانا شعبية لإدارتها، وكان لي شرف اختياري عضوا في اللجنة الشعبية لإدارة الاذاعة .
مؤامرة الضباط الفاشيين المدعومين من السادات عام 1975، شوّشت علي المناخ السياسي المتجه نحو اقامة منظومة ديمقراطية حقيقية في ليبيا ، الي ان جاءت ثورة الطلاب في السابع من ابريل وطهرت الجامعة من القوي الحزبية اليمينية ، وفتحت المجال امام الجامعة للتفاعل مع القضايا الجماهيرية ، طيلة ع صيف 1976 انعقدت سلسلة من المعسكرات الحوارية والتثقيفية شارك في اغلبها القائد شخصيا ،توجت بالاتفاق على ضرورة الاسراع في اقامة الديمقراطية المباشرة كما وردت في الفصل الاول من الكتاب الاخضر ، وهكذا انعقدت في شهري سبتمبر واكتوبر 1976 مؤتمرات الوحدات الاساسية وناقشت تطبيق السلطة الشعبية وتقنين سيطرت اللجان الشعبية على الادارة ، يومها طرحنا كمجموعة من الشباب الثورى تغير التسمية الي" دولة الجماهير الليبية "، ولقد تبنت الاغلبية الساحقة من الليبيين التحول الي سلطة الشعب ، ولا شك ان وثائق تلك المرحلة موجودة وتشهد على ما اقول ان لم تصلها ايادي العابثين .
في شهر فبراير 1977 نظم معسكر حواري في معسكر اطلق عليه لاحقا اسم 7 ابريل بمنطقة السواني ، ظم عدد من طلاب الجامعتين التي تأسست بعد 7 ابريل ، والنخب الثقافية والسياسية لمناقشة الاقتراحات الواردة من الوحدات الاساسية وكيفية الاندفاع الثوري لتسليم السلطة للشعب ، واتذكر حوارا ساخنا بين الرائد عبد السلام جلود والاخ صالح الشيخي، حول دور القائد في مرحلة سلطة الشعب !! كان الرائد جلود يصر على ان يشار في الاعلان الدستوري الجديد الي وظيفة محددة للقائد، اسوة بتيتو في يوغسلافيا ، وكان الاخ صالح يقول بالتفريق بين القيادة الثورية الرمزية لشخص القائد معمر القذافي ، وبين دوره السياسي الذي ينبغي ان يمارسه كمواطن عادي في مؤتمره الاساسي ، ولا شك ايضا ان ذلك الحوار المسجل مرئيا لازال موجودا في مكان ما .
لكن الحوار الذي لم يحسم كان حول اسم الدولة الجديدة التي تقام بها اول سلطة للشعب في التاريخ .
ايام معدودات واستكمل تجهيز قاعة الشعب في سبها يومها فوجئ الجميع بالاسم الذي اقترحه القائد على المؤتمر القومي العام " الجماهيرية " اشتقاقا من لفظ الجماهير .
مهما يقول القائلون ، سيبقى 2 مارس يوما مشهودا في التاريخ الليبي ، سيّان مارس الليبيون السلطة او استهانوا بها ، فما يعانيه الليبيون اليوم لا شك يذكرهم بالأيام الخوالي .
لقد كان الليبيون يقسّمون انفسهم على مرابيعهم ودون وسطاء ليتقاسمو فيما بينهم توزيع المهام التنفيذية ، وكان اعضاء مؤتمرات الشعبيات ومؤتمر الشعب العام يتوافقون على تكليف لجانهم الشعبية في المناطق وعلي مستوى الدولة الجماهيرية يسترشدون في بعض الاحيان بنصائح قائدهم .
امّا اليوم فإن نخب فبراير السياسية من الاسلاميين والليبراليين في الهواء سواء !! فهم متشتتي التبعية بين شخوص اجنبية يشترونهم بأموالهم ، ينتظرون تعليمات مراهقي الخليج من تميم الي عبدالله ليعرفوا من يولى عليهم منهم ، ويهيمون خلف ليون و ديبورا عساهم يحظون بوظيفة هنا اوهناك . انهم تماما كالذي ادخل اللصوص الي منزل ابيه واخد يتوسل اليهم ليعطوه قدرا مما سرقوه منه !!!
حري بالفبرايريين ان يتركوا المكابرة جانبا ، وان يتمعنوا في درس الثاني من مارس ، وان يتعظوا !! وان يعودوا الي حضن اهلهم الدافئ
وقلبي علي وطني
مصطفى الزائدي