مسرحية ثوار الخزي الناتو الفصل الأول المشهد الثالث

المشهد الثالث
المنظر: غرفة المعيشة.. وصوت دقات على الباب.. وسعيدة من الداخل تنادي..
سعيدة: رضية.. أفتحي الباب باتك حسا روح..
يستمر الدق .. ولا تخرج رضية ..
سعيدة: رضية.. يارضية ..
يستمر الدق ولا مجيب..
سعيدة.. وقد خرجت وهي ترتدي مريول المطبخ.. وتقوم بتنشيف يديها.. وترفع صوتها بامتعاض: فرق بينا وبين ها التلفزيون.. لا تسمع.. لا ترد هالبنت.. ثم تفتح الباب ليدخل سعيد..
سعيد: وينكم ساعة اندق ع الباب؟!..
سعيدة: مرحبا.. حايسة بروحي في المطبخ .. جاي امبكري اليوم!..
سعيد : لا عاد خدمة لا قدمة.. والمصرف امسكر..
سعيدة: وكيف انديروا .. مصروفنا كمل؟.. قاعدات حبيبات ها المكرونة..
سعيد: تسمعي بالروينة ياسعيدة؟ ليام الجاية ماكلتنا روينة.. دقيق وامية.. هضا كان حصلناه الدقيق..
سعيدة وهي تتجه ناحية المطبخ: الساعة ايجي الفرج..
سعيد وهو يلقي بثقله على الأريكة: وين رضية؟
سعيدة: في دارها..
سعيدة: خبرتيها ؟
سعيدة من داخل المطبخ: خبرتها..
سعيد: وايش قالت؟
سعيدة: الساعة نحكو.. خليني انطيبلكم غداكم..
سعيد: خطرها.. وخّري الغدا شوي.. خوك جاي بيتغدى اعمانا..
سعيدة: الحاج نوري؟..
سعيد: تلاقيت نا وياه في الطريق.. عزمته..
سعيدة: راهي مكرونة على شحم ..
سعيدة: نوري ما هوش براني.. وبعدين ياكل في الكافيار في حوشه هو؟..
تخرج سعيدة وفي يدها كوب من الشاي.. تضعه أمام سعيد.. وتجلس..
سعيد: بارك الله فيك .. جت في وقتها ها الطاسة.. قلتي لي تكلمتي مع رضية في موال هالعريس؟
سعيدة: كلمتها.. القيتها عندها علم .. تسمع فينا امنين انتكلموا أول أمس..
سعيد: باهي شن رايها..
سعيدة: مابتش اترد عليا.. وناضت من حذاي.. وسكرت على روحها ..
سعيد: متحشمة.. عادي بنت وجاها قسمها ..
سعيدة: لا رضية بنتي ونعرفها.. موش طايب عليها..
سعيد: كيف موش طايب عليها؟ وين تعرفا نين ايطيب عليها ولا مايطيبش عليها؟
سعيدة: جيل توا موش كيف الجيل لاول ياسعيد.. ونا حاسة إن البنت في راسها موال آخر؟
سعيد: موال آخر شنو يامرا؟ شنو ها الكلام اللي اتقطفي فيه؟
سعيدة: غير ادوي بشواش..
سعيد وبصوت منفعل: ماندويش بشواش.. (ويرفع صوته ويده) علي اليمين انكسر راسها..
سعيدة: ووك ياريتني ما دويت..
في هذه الأثناء يدق الباب ..
سعيد: نوضي افتحي هضا لابدا خوك.. (ويستأنف) موال آخر!!.. تي على الحلال..
تقاطعه سعيده: خلاص أسسسس.. اقطع قولي.. وتتجه إلى الباب، وتفتحه ..
سعيدة: يامرحبا .. ( وتمد يدها لتصافح أخاها.. ويدلف هو بدوره إلى البيت)..
الحاج نوري: السلام عليكم ..
سعيد وقد تمالك أعصابه: وعليكم السلام .. مرحبا ياحاج نوري.. تفضل..
الحاج نوري: يدخل ويجلس على الكرسي المجاور للأريكة التي يجلس عليها سعيد..
الحاج نوري: كيف حال رضية، وينها؟
سعيد: حالها باهي.. لابدا قاعدة جوا.. كي عادتها..(ويستأنف) رطوبة اليوم..
الحاج نوري: لا الجو باهي.. غير انت شايطة فيك النار..
سعيد: النار شايطة فيها كلها..
الحاج نوري: ما اصننتش ها الاخبار؟ فيش شي جديد؟
سعيد: انشدني ع الراتب هاللي ماعاش حصلناه..
الحاج نوري: تو تفراج.. قالوا الدينمارك اعترفت بالمجلس..
سعيد: باهي بكل.. تو كم دولة معترفة؟ ..
الحاج نوري: ماني عارف ثمانية ولا هن تسعة..
سعيد: كان ماناضت طرابلس ما ينفع شي..
الحاج نوري: كيف بينوضوا وهو كل حوش قدامة قناص ابندقته ..
سعيد ببلاهة: ياراجل!!..
الحاج نوري: إي والله.. حال عدوك..
سعيد: ايفرج عليهم الله..
الحاج نوري: إي والله.. نحنا افتكينا.. تحررنا.. تو عندنا دومغراطية والا شن يقولوها.. وأمورنا كويسة..
سعيد: لكن مشكلة ها الفلوس .. نا خايف جماعة ها المجلس يطلعوا مسارق..
الحاج نوري: أسسسسسس: السيسان لهن وذان.. رد بالك اتبقرف.. راهم يحسبوك على جماعة معمر ويقتلوك.. ابعدين حتى نحنا ننكروك.. (ويضحك)..
سعيد: ديمقراطية قلت لي ها .. بالله سلم لي ع الديمقراطية..
في هذه الأثناء تدخل سعيدة إلى الصالة، ومعها الطعام..
سعيدة: وين تبو تاكلوا؟
سعيد: حطيلنا هنا.. حيدي طاسة ها الشاهي.. هيا ياحاج نوري .. خلك من الديمقراطية وخش ع المكرونة بالتقلية يا...
سعيد (بصوت عال فيه نوع من السخرية وقد امتلأ فمه بالطعام): جونا خطاب..
الحاج نوري: خطاب؟ طلابة؟
سعيد: عجوز زارتنا وتبي رضية لولد اختها..
الحاج نوري: وباهي على بركة الله .. ومنين هله..
سعيد: لنا..
الحاج نوري: من؟
سعيد: ما عرفتاش.. لكن بوه اسماه امحمود.. واللي عنده مصرية..
الحاج نوري: امحمود.. (ويطرق قليلا).. امحمود فضيل؟ هضا واخذ مصرية..
سعيد: اولده يخدم في البريقة..
الحاج نوري: ايجيب الله البريقة..
سعيد: وتوا قاعد مع هاالثوار...
الحاج نوري: تمت ابجول...
سعيد: غير جول هو؟
الحاج نوري: باهي ها اللي هكي فاضي يزوز؟..
سعيد: الخميس بنردوا عليها ها العجوز الغبرة..
الحاج نوري: خميس بعد بكره؟
سعيد: إنعم.. وانتا شن رايك؟
الحاج نوري (وقد بدأ يمضغ طعامه ببطء حيث شرد ذهنه ليبحث عن إجابة): باهي كانوه لنا ونعرفوه مرحبتين بيه.. غير نعرفوه زين..
يسود صمت بين الاثنين.. ترتفع معه أصوات الملاعق وهي تكحت في القصعة.. وبدا سعيد والحاج نوري شاردين كل منهما يفكر في الموضوع.. في هذه الأثناء تدخل رضية وقد كسا وجهها الوجوم.. فينتبه الإثنان إليها.. ويبادرها خالها الحاج نوري:
الحاج نوري: مرحبا ارضيوه..
رضية: مرحبا ياخالي.. كيف حالك كيف حال خالتي ريم وفاطمة ؟..
الحاج نوري: طيبين ينشدوا عليك..
رضية: تبو شي ؟ ..انجيبلكم امية؟ ..
الحاج نوري: لا تريحي يابنيتي..
رضية: باهي..
وترجع رضية من حيث أتت..
وينظر الحاج نوري إلى سعيد.. بعد أن وضع ملعقته..
الحاج نوري: الحمد لله..
سعيد: صحة..
الحاج نوري سلمك.. ويطرق قليلاً .. رضية ميش بلاش.. كنها..
سعيد: ماندري عنها..
الحاج نوري: خذيتوا رايها...
سعيد: ما عندها راي.. اللي نبيها نا اتصير..
في هذه الأثناء تدخل سعيدة.. ومعها سفرة بها براد شاي وكوبان..
الحاج نوري: بارك الله فيك .. (ويمد يديه ليأخذ منها السفرة).. هاتي جاي.. جاك الجود..
تأخذ سعيدة القصعة وتذهب بها إلى المطبخ وتعود سريعا..
الحاج نوري: كنها رضية ياسعيدة..
سعيدة: كنها..
الحاج نوري: مش عاجبتني.. البنية عويناتها ايلصن ماهيش طبيعية..
سعيدة: واخذ عقلها ها التفزيون وها البلا اللي تصنت فيه.. تو انعدي انيجبها اتقمعز حذانا هنا..
سعيد: فكينا منها .. نبو نحكو في حالنا..
سعيدة تنهض دون اكتراث بما قاله سعيد..
سعيد: ريت ها الموال اللي احصلنا فيه يا حاج نوري..
الحاج نوري: ربك في الوجود..
وفجأة يرتفع صوت سعيدة من داخل حجرة رضية.. واك عليا يابنيتي.. ويلتفت الإثنان في ذعر إلى حيث مصدر الصوت..
وتسدل الستارة