انبشوا واهدموا العقول الجاهلة اولا ...وليس القبور والاضرحة.... بقلم / د.موسى قريفة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
انبشوا واهدموا العقول الجاهلة اولا ...وليس القبور والاضرحة.... بقلم / د.موسى قريفة
بداية، لا اتخيل ابد ان انسانا ليبيا مسلما في هذا العصر يمكن ان يعبد أو يتبرك بقبر أو ضريح ..او يسلم أمره لولي أو مرابط ! رب قائل يقول هناك الكثير من الجهلة والبسطاء الذين يترددون على المقابر والاضرحة للتبرك والتقرب لله والدعاء بقضاء الحوائج...نعم أتفق معك.. كم تمثل نسبة هولاء من السكان 1-2%...أليس من الحكمة ان نتوجه الى عقول هولاء الفئة ونقوم بهدمها ونسفها بالحجة والبرهان والايمان عوضا عن زرع أصابع الديناميت ورمى القواذف والذخائر على أضرحة لم تعد تجسد أية معاني أو دلالات عقائدية ودينية..ونبش القبور التي لا ذنب لمن عظامه بداخلها أصبحت رميما...المذنبون هولاء الجهلة الذين يتبركون بهذا القبر او الضريح.اذا لماذا نجرم القبور والاضرحة؟ هل أنتهت كل مشاكل مجتمعنا وليبيا ولم تبق لنا الا القبور والاضرحة؟. هل القبور والاضرحة تهدد الامن والسلم الاجتماعي ؟ هل أصبح النبش والتفجير والهدم لغة الحوار بين أفراد وجماعات المجتمع الليبي بعد نكبة 17 فبراير؟ إهدموا وفجروا الجهل والوثنية في القلوب والعقول أولا اذا كانت لكم حكمة وبصيرة..هنا مكمن الداء....ولن يكون الدواء أبدا بنبش القبور وهدم الاضرحة....كلما تمادينا في النبش والهدم والتفجير كلما هددنا امننا الاجتماعي والسياسي ومحونا تاريخنا ووجودنا الحضاري....ودمرنا تراثنا لثقافي والحضاري...وزرعنا الخلاف والكراهية بيننا.... كإنسان مسلم لا أنظر أبدا للقبر والضريح التاريخي (القائم مند مئات السنيين) كرمز وثني شركي ... القلة القلية من مجتمعنا الذين يحرصون على تعظيم مقامها لابد من التفكير في تنويرها وهداياتها...نحن، علماء ورجال دين ونخب أكاديمية نتحمل مسؤولية ذلك الحدود...عجزنا وفشلنا وأرغمنا البعض ان يختار البعض النبش والتفجير والهدم لغة للحوار بيننا. كمعماري، انظر لتلك القبور والاضرحة على انها تاريخ وذاكرة وهوية وتراث معماري وعمراني وحضاري...أراها حجرا وطوبا وقبابا ونسبا وفنونا وعمارة وعمرانا وتراثا ماديا تركه الاباء والاجداد لنا لنعتز به ونحافظ عليه...من لا يرى هذه قبور والصروح والاضرحة غير هكذا الرؤية فعليه تعزيز وتقوية إيمان بقراءة وسماع القران الكريم...لكونه يخشى على ايمان قومه وايمانه من قبور أضرحة لا تغني و لا تسمن من جوع الكيان الصهيوني صنع قبورا واضرحة وهمية ليتأسس ويعترف به... إسرائيل.قائمة على كذبة هيكل سليمان وقبر موسى وأضرحة الاحبار ومقابر اليهود في فلسطين.... الارض المقدسة...حفروا كل فلسطين والقدس وهددوا بحفرياتهم وخنادقهم سلامة المسجد الاقصى من اجل الحصول على دليل مادي لقبر أو ضريح أوعظام بشرية تؤكد ادعاءات وجودهم مند الالاف السنيين في هذه الارض المباركة المسجد الاقصى الذي باركنا حوله..."..إسرائيل تعمل ليلا نهارا من أجل تدمير وإزالة المقابر والاضرحة الاسلامية من كل فلسطين ..بكل تأكيد تذكرون ما قامت و تقوم به اسرائيل يوميا من تنفيذ لسياسات الهدم والازالة للمقابر والاضرحة والاسماء والمعابد المسيحية والاسلامية ...وتذكرون مانشب وسينشب
من صراعات طاحنة مع الصهاينة حول تللك القبور والاضرحة، وأحتجاجات وادانات المنظمات الدولية واليونسكو و...و.. تلك الحرب الصهوينية الثقافية الناعمة تهدف لمحو وتغير هوية المكان بنبش القبور وهدم الاضرحة الاسلامية التاريخية
لقبر والضريح عندما لا يكون رمز عقائديا أو دينيا ايها الاعزاء والعزيزات...صك عرفان تاريخي بملكية وهوية المكان والارض والتاريخ.والذاكرة...هل نعاني من الغباء الحضاري والسياسي؟ لماذا نمحو أثارنا ووجودنا وتاريخنا وذاكرتنا وحقنا في المكان والارض بنش قبور وأضرحة علمائنا واجدادنا المسلمين ؟ ذات يوم ربما بعد 500 عام أو أكثر قد يأتوا الايطاليون ويقولون لاجيالكم القادمة...هذا الشاطئ الرابع لروما كما قالوها في القرن الماضي...وأستحوا عندما وجدوا في كل شعبة ووادي وقرية ومدينة وزنقة عشرات المقابر والاضرحة الاسلامية...التي احترموها عندما وضعوا مخططات للمدن وأبقوا عليها لنهدمها اليوم نحن...بل قلدوا وحاكوا عمارتها المحلية في بعض مبانيهم التي شيدوها..عندها لن يجد أبناءكم عمارة وعمران، وتراث وتاريخ وقبور وأضرحة وذاكرة شعبية وثقافية للمكان وللوطن....ربما يلعنوننا جميعا على ما قمنا به اليوم! مازلت أذكر شيخا جكيما رحمه الله من احدى المناطق في الغرب الليبي كان عضوافي لجنة اهلية لحل نزاع بين قبيلتين على ملكية ارض في سهل الجفارة...كل قبيلة تتدعي ملكية الارض المتنازع عليها مند مئات السنيين...فما كان من الشيخ الا ان طرح سؤلا واحدا لوفد كل قبيلة ...أين مقابر وأضرحة أجدادكم في هذه الارض؟ القبيلة التي تملك قبور وأضرحة في المكان تملك الدليل الشرعي والعرفي والمادي والحضاري لملكية الارض...لذا لا تنظروا للقبور والاضرحة نطرة سطحية ساذجة ربما تكون مذهبية الاتجاه والغرض وموجهة سياسياو فكريا...القبور والاضرحة تاريخ وهوية وتراث وحضارة وملكية للمكان...و لايمكن في القرن الواحد والعشرين ان يعبد أو يعتقد انسان في قبر أو ولي أو مرابط الا اذا كان عقله مازال منتميا فكرا وثقافة للقرن الخامس عشر...أو ماقبل ذلك. اذا ما قبلنا وسلمنا فرضيا وأقتنعنا شرعيا جميعا بضرورة نبش القبور الرمزيةوهدم الاضرحة في ليبيا والعالم الاسلامي..الا يقود هذا التفكير وتلك لقناعة ربما بعض الجهلة الى الدعوة لا قدر الله للمطالبة بازالة قبر النبي محمد صلي الله عليه وسلم وهدم الحرم النبوي الشريف... أشرف القبور والرياض والرموز والدلالات الاسلامية والبشرية على الاطلاق ...الا ترون ان هناك توجيه ممنهج للمجتمعات الاسلامية نحو معركة نبش القبور وهدم الاضرحة بشكل عام، وللشباب والشعب الليبي بعد نكبة 17 فبراير بشكل خاص؟ ألا عتقدون ان جرنا نحو هذه المعركة الهامشية تقع في إطار ما نظر وسوق له
صامويل هانتغتون في كتابة صراع الثقافات (1997)؟ جردوا المسلمين من ثقافتهم وتاريخهم وذاكرتهم وعمارتهم وعمرانهم وتراثهم وهويتهم ليسهل تطبيق أسس وثقافة العولمة في مجتمعاتهم..وتتحلل القيم والمجتمعات الاسلامية...ركزوا على الشباب انهم وقود التغيير ، والقادرون على القيام بهذه المهمة....الا رون انهم يطبقون أساليب صراع الحضارات والعولمة الثقافية التي يناضلون من اجل ترسيخها بالحروب المسلحة والناعمة والباردة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور عالم القطب الثقافي والحضاري الواحد الذي عجز على ابتلاع وهضم القطب الاسلامي لان له عقيدة ودين وثقافة وذاكرة وشواهد وعمارة وعمران على لارض...و. أخيرا وليس اخر، نعتقد ان معركة نبش القبور وتفجير وهدم الاضرحة معركة جانبية هامشية لا تشكل أولوية بالنسبة لليبيين في هذه المرحلة الحساسة امنيا وسياسيا ووطنيا... الليبيون عاشوا مئات السنيين مع تلك القبور والاضرحة ومستعدون للصبر حتى بناء الدولة الجديدة تم يقرورون ما هم بها فاعلون.. .يجلسون ويتحاورن بعيدا عن النبش والتفجير ويتفقون بشأنها وفق قيم الديمقراطية الشورية... جر المجتمع الليبي لهذه المعركة الفقهية والاجتماعية والامنية و في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا لا يخلو من أغراض واهداف مذهبية وسياسية.....مفكري ومنفذي استراتيجيات صراع المذاهب ، والحضارات والعولمة الثقافية لهم مصلحة في تأجيج هذه المعركة ليس في ليبيا فقط، وانما في كافة العالم الاسلامي...في حالة الاستمرار في هذه المعركة فان الامن الاجتماعي للمحتمع واالسياسي للدولة سيكونا مهددين بقوة ...وأشفق على كل جاهلة/جاهل يتردد أو يتبرك بقبر أو ضريح ..ألوم أنفسنا وشيوخنا وأولنك الذين ينبشون ويفجرون الاضرحة على تقصيرهم وعجزهم في نبش وتفجير وتنوير عقول أولنك لجهلة السذج.... علينا ان نكون على وعي بانه كلما نُبش قبر وهُدم ضريح تفقد مدن وقرى ليبيا، وكل ليبيا، والعالم الاسلامي جزء من تاريخها وذاكرتها وتراثها وعمارتها وعمرانها وهويتها الثقافية والحضارية التي تعمل اسرائيل ورسل العولمة الثقافية على هدمه وإزالته ليكن لاسرائيل براهين البقاء والقبول بالمنطقة، ولتجريف الشواهد العمرانية والرموز والذاكرة والهوية الاسلامية وتمهيد الارض لقيم وثقافة العولمة...والله يهدي الجميع لما فية
الخير والصلاح
---------------------------------------
عن شبكة النهر بتصرف
عدل سابقا من قبل جماهيري ضد الرشوقراطيه في الجمعة 7 سبتمبر - 20:21 عدل 1 مرات (السبب : تنسيق)
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15485
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
Zico-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10514
نقاط : 20923
تاريخ التسجيل : 28/05/2011
. :
. :
رد: انبشوا واهدموا العقول الجاهلة اولا ...وليس القبور والاضرحة.... بقلم / د.موسى قريفة
مقالة جيدة نوعا ما
لكن المقال ركز على جهل المتبركين وترك جهل الغوغائيين الذين يهدمونه .
لكن المقال ركز على جهل المتبركين وترك جهل الغوغائيين الذين يهدمونه .
بلد الطيوب-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10027
نقاط : 19804
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
. :
. :
رد: انبشوا واهدموا العقول الجاهلة اولا ...وليس القبور والاضرحة.... بقلم / د.موسى قريفة
بصراحة الموضوع جيد ويستحق القراءة مشكور اخي الكريم ....
ظلال النور-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5632
نقاط : 15833
تاريخ التسجيل : 18/09/2011
. :
مواضيع مماثلة
» الحرب لمسح حاجة اسمها ورفلة من الوجود وليس القبض على موسى ابراهيم او اي مطلوب آخر لليهود الانجاس الانذال الملاعين اولا الكلب
» عندما تتطاير العقول !! بقلم: دبلوماسي سابق
» مقال لأصحاب العقول الراشدة / بقلم د. عبد الجليل سيدي باحث وكاتب عربي
» الإفتاء بين الكهانة والشرك ... (( 1 )) بقلم : موسى الفقي
» لشهيد البطل عبد المنعم قريفة..............
» عندما تتطاير العقول !! بقلم: دبلوماسي سابق
» مقال لأصحاب العقول الراشدة / بقلم د. عبد الجليل سيدي باحث وكاتب عربي
» الإفتاء بين الكهانة والشرك ... (( 1 )) بقلم : موسى الفقي
» لشهيد البطل عبد المنعم قريفة..............
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي